السبت، 9 يونيو 2012

المرأة وبعض القيود الاجتماعية لماذا


لما فرضت الرسالة المحمدية على المرأة قيود تحد من حركتها أو حريتها في المجتمع ؟
وهذا الشبهة مبعثها تلك العقلية التي تريد المساواة بين المختلفين من جميع الوجوه فتجاوزت حدود الفطرة والفضيلة ، وهذا عين الظلم ، ونسي هؤلاء أن فطرة الله سبحانه وتعالى  هي التي فرقت بينهما حتى في التكوين الجسدي ، وذلك لحكمة بالغة وهي أن لكل منهما رسالة في الحياة تليق به وبطبيعته ومؤهلاته ، فالأمومة بكل خصائصها وفضائلها ومتاعبها هي صميم رسالة المرأة ، وهذا هو الذي جعل قرارها في البيت أكثر من الرجل ، وقد راعى الإسلام في تعاليمه هذا التفريق الفطري بين المرأة والرجل ، ليؤدي كل منهم وظيفته الطبيعية المناسبة .
هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى نرى أن الإسلام عندما ضرب على المرأة حجاب الستر ، فإنما راعى بذلك حراسة الفضيلة في المجتمع ، وحماية المرأة من استغلال الرجل لها ، وهؤلاء الذين يتهمون المجتمعات الشرقية وحال المرأة فيها ، فلينظروا لحال المرأة في الغرب وكم من الحقوق التي حرمت منها ، لعل أهمها : حرمانها من فطرتها وأمومتها ، وهي عاطفة أصيلة لدى المرأة ، يقول ألكسس كاريل : « إن أهمية وظيفة الحمل والوضع بالنسبة للأم لم تفهم حتى الآن بدرجة كافية ، مع أن هذه الوظيفة لازمة لاكتمال نمو المرأة ، ومن ثم فمن سخف الرأي أن نجعل المرأة تتنكر للأمومة . » ([1])
 وكذلك نلحظ على المرأة الغربية أنها اعتبرت سلعة مشتهاة وذلك على حساب كرامتها ، وإنسانيتها ، ومن نظر إلى تقارير حقوق الإنسان حول الرقيق الأبيض في أوروبا وغيرها يهوله الأرقام والإحصائيات التي تشير إلى ذلك الاستغلال المهين للمرأة وكرامتها وعفتها .
صحيح قد يكون في الحجاب بنوعيه فيه نوع من التقييد للمرأة في بعض الوجوه إلا أنه مقابل المصالح العديدة التي تحققت للمرأة من خلاله لا وزن له ، والعبرة في ميزان المصالح والمفاسد ارتكاب الأخف لدرء الأعظم ،  وبعبارة أخرى نظرت الشريعة للمرأة أنها لؤلؤة ، وأن أعظم مكان يحفظ لها تلألؤها هو صدفتها .
وبالمقابل قد ينظر للمرأة الغربية أنها أكثر مرونة في لبسها وتحركاتها ، إلا أن المفاسد التي جنتها المرأة الغربية من ذلك كانت فوق المتصور ؛ لدرجة أنها حرمتها أمنها وعفتها وإنسانيتها ، وأحياناً أهم معاني أنوثتها ، والواقع يشهد بذلك ، تقول سالي جان مارش  : « على فرض وجود بعض القيود على المرأة المسلمة في ظل الإسلام ، فإن هذه القيود ليست إلا ضمانات لمصلحة المرأة المسلمة نفسها ، ولخير الأسرة ، والحفاظ عليها متماسكة قوية ، وأخيراً فهي لخير المجتمع الإسلامي بشكل عام . » ([2])  
خلاصة المبحث :
إذا نظرنا نظرة متأملة للرسالة المحمدية نجد أن المرأة نالت فيها تكريماً وحقوقاً لم تنل مثلها غيرها ، فنبي الرحمة حرص على تعزيز مكانة المرأة باعتبارها صنو الرجل وشقيقته في القيام بأعباء الإنسانية ، ولعل من أسمى مظاهر الرحمة النبوية بالمرأة أنها حافظت على شخصيتها وكرامتها ووظيفتها الفطرية والاجتماعية في الحياة ، فحقوق المرأة في رسالة محمد r تتميز بأنها متوازنة ومتكافئة  ، ومتوافقة مع الفطرة ، والعجيب في رسالة محمد r أنها لم تنظر لحقوق المرأة وهي فتاة شابة ، بل تعاطت مع المرأة في كل مراحل حياتها ، ومن نظر للتشريعات الإسلامية بخصوص المرأة ، وتأمل واقع الأمم الأخرى وحال المرأة فيه والمشاكل الخلقية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعانيها يجد مدى المفارقة بين تشريع جاءت به السماء لرحمة البشرية ، وبين تشريع تحكمه التجارب البشرية القاصرة ، وأنا على قناعة كاملة أنه ما من امرأة في الأرض أياً كانت نحلتها وديانتها وموقعها لو نظرت في التشريعات التي تضمنتها رسالة محمد r بخصوص المرأة بطريقة متكاملة واعية فإنها ستخرج بحالة انبهار وإعجاب وغبطة تحسد فيها كل مسلمة على انتمائها تحت لواء محمد r .  


([1]) كاريل : الإنسان ذلك المجهول ( 111)
([2]) نقلاً عن كتاب رجال ونساء أسلموا (8/ 46 )  

ليست هناك تعليقات: