الاثنين، 11 يونيو 2012

رسالة الإسلام هي رسالة قيم


الإسلام رسالة قيم .    
يرشد إلى ذلك قوله  I :  « قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ  »  ([1])  فالآية تشير إلى أن الصراط المستقيم الذي هُدي إليه النبي محمد r هو الدين القيم ، وقِيَم هنا لها مدلولان في التفسير  : الأول من القيومية بمعنى أن الإسلام هو الدين المقوم لأمر المعاش والمعاد ، والمدبر للإنسان المصلح لجميع أمره  ([2])  ومقتضى هذا المعنى أنه لن تقوم للإنسان قائمة في الأرض تليق بإنسانيته إلا إذا استقام على هذا الدين .
أما  المعنى الثاني فهو من القيمية ؛ أي أنه دين ذو قيم  ([3]) ، ومقتضى هذا المعنى أن أهم ما يميز رسالة الإسلام أنها رسالة قيم وأخلاق ، ؛ أي لا يتصور إسلام بدون قيم ، ولا يمكن النظر للقيم الإنسانية مجتمعة إلا من خلال هذا الدين .
 ومقتضى المعنى الثاني أن رعاية  القيم والأخلاق هو من أعظم أهداف رسالة محمد r ، ومن نظر للقرآن الكريم يجد ألف وخمسمائة وأربع آيات تتصل بالأخلاق سواء في جانبها النظري أو في جانبها العملي ، وهذا المقدار يمثل ما يقرب ربع عدد آيات القرآن الكريم  ([4]) مما يشير صراحة إلى سعة مساحة القيم في رسالة محمد r ، يقول ابن القيم :  « الدين كله خلق ، فمن زاد عليك في الخـلق ، زاد عليك في الدين . » ([5])


([1]) الأنعام : الآية  161
([2])ابن عاشور : التحرير والتنوير (8/199) 
([3]) انظر الرازي : مفاتيح الغيب ( 14/190 )
([4])  الشيباني : فلسفة التربية الإسلامية ( 222)
([5])  ابن القيم : مدارج السالكين ( 2/320) 

ليست هناك تعليقات: