الإسلام رسالة قيم .
يرشد إلى ذلك قوله I : « قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ » ([1]) فالآية تشير إلى أن الصراط المستقيم الذي هُدي
إليه النبي محمد r هو الدين القيم ، وقِيَم
هنا لها مدلولان في التفسير : الأول من
القيومية بمعنى أن الإسلام هو الدين المقوم لأمر المعاش والمعاد ، والمدبر للإنسان
المصلح لجميع أمره ([2]) ومقتضى هذا المعنى أنه لن تقوم للإنسان قائمة
في الأرض تليق بإنسانيته إلا إذا استقام على هذا الدين .
أما المعنى الثاني فهو من القيمية ؛ أي أنه دين ذو
قيم ([3]) ، ومقتضى هذا المعنى
أن أهم ما يميز رسالة الإسلام أنها رسالة قيم وأخلاق ، ؛ أي لا يتصور إسلام بدون
قيم ، ولا يمكن النظر للقيم الإنسانية مجتمعة إلا من خلال هذا الدين .
ومقتضى المعنى الثاني أن رعاية القيم والأخلاق هو من أعظم أهداف رسالة محمد r ، ومن نظر للقرآن الكريم
يجد ألف وخمسمائة وأربع آيات تتصل بالأخلاق سواء في جانبها النظري أو في جانبها
العملي ، وهذا المقدار يمثل ما يقرب ربع عدد آيات القرآن الكريم ([4])
مما يشير صراحة إلى سعة مساحة القيم في رسالة محمد r ، يقول ابن القيم : « الدين
كله خلق ، فمن زاد عليك في الخـلق ، زاد عليك في الدين . » ([5])
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق