تأكيده على ضرورة حسن التربية المبنية على
الحنو بالطفل .
حرص النبي r على
توفر الصفات التربوية في المربي ، وكان يمتدح أي صفة إيجابية تشير إلى ذلك منها
قوله : « خَيْرُ نِسَاءٍ
رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ
وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ » ([1]) فالحديث يشير إلى سبب خيرية نساء قريش ،
وهو حنوهن وشفقتهن بأطفالهن ، إضافة إلى حفظ مال الزوج وحسن التدبير فيه ، وكلا
الأمرين له علاقة في تربية إيجابية للطفل ، والصفة الأولى واضحة والصفة الثانية
فلما تحققه من حسن توافق بين الزوجين من خلال مراعاة الزوجة لظروف زوجها .
بل نراه يؤكد على بركة التربية الحانية على
أهلها ، ويعززها عند المربين مبرزاً أن أجرها هو الفوز برضوان الله سبحانه وتعالى
، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ t قَالَ : « أَتَتْ
النَّبِيَّ r امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيَّانِ لَهَا قَدْ
حَمَلَتْ أَحَدَهُمَا وَهِيَ تَقُودُ الْآخَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : حَامِلَاتٌ
وَالِدَاتٌ رَحِيـمَاتٌ لَوْلَا مَا يَأْتِينَ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ دَخَلَ
مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ » ([2])
ومن ذلك ما رواه أبو هريرة t قال : «
قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ r الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ
بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا فَقَالَ الْأَقْرَعُ : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا
قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا . فَنَظَرَ
إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ r ثُمَّ قَالَ : مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ . » ([3])
وفي رواية : « وَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ مِنْكُمْ الرَّحْمَةَ » ([4])
قال ابن حجر : « وفي جواب النبي r للأقرع إشارة إلى أن تقبيل الولد وغيره من الأهل
المحارم وغيرهم من الأجانب إنما يكون للشفقة والرحمة لا للذة والشهوة , وكذا الضم
والشم والمعانقة . » ([5])
ومن ذلك أيضاً ما رواه أَنَس
بْنِ مَالِكٍ قَالَ : « مَا
رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ r ، كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعًا لَهُ فِي
عَوَالِي الْمَدِينَةِ ، فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ
وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ ، وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ
ثُمَّ يَرْجِعُ » ([6])
قال النووي : « فيه بيان كريم خلقه r ورحمته للعيال والضعفاء . وفيه فضيلة رحمة
العيال والأطفال وتقبيلهم » . ([7])
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق