السبت، 9 يونيو 2012

تأكيد النبي عليه السلام على التربية الرحيمة للطفل


تأكيده على ضرورة حسن التربية المبنية على الحنو بالطفل .
حرص النبي r   على توفر الصفات التربوية في المربي ، وكان يمتدح أي صفة إيجابية تشير إلى ذلك منها قوله : «  خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ » ([1]) فالحديث يشير إلى سبب خيرية نساء قريش ، وهو حنوهن وشفقتهن بأطفالهن ، إضافة إلى حفظ مال الزوج وحسن التدبير فيه ، وكلا الأمرين له علاقة في تربية إيجابية للطفل ، والصفة الأولى واضحة والصفة الثانية فلما تحققه من حسن توافق بين الزوجين من خلال مراعاة الزوجة لظروف زوجها .
بل نراه يؤكد على بركة التربية الحانية على أهلها ، ويعززها عند المربين مبرزاً أن أجرها هو الفوز برضوان الله سبحانه وتعالى ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ t قَالَ : « أَتَتْ النَّبِيَّ  r  امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيَّانِ لَهَا قَدْ حَمَلَتْ أَحَدَهُمَا وَهِيَ تَقُودُ الْآخَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ رَحِيـمَاتٌ لَوْلَا مَا يَأْتِينَ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ دَخَلَ مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ » ([2])
ومن ذلك ما رواه أبو هريرة t  قال : «   قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ r    الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا فَقَالَ الْأَقْرَعُ  : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا .  فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ  r  ثُمَّ قَالَ : مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ . » ([3]) وفي رواية : « وَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ مِنْكُمْ الرَّحْمَةَ  »  ([4])
قال ابن حجر : «   وفي جواب النبي  r    للأقرع إشارة إلى أن تقبيل الولد وغيره من الأهل المحارم وغيرهم من الأجانب إنما يكون للشفقة والرحمة لا للذة والشهوة , وكذا الضم والشم والمعانقة . » ([5]
ومن ذلك أيضاً ما رواه   أَنَس بْنِ مَالِكٍ قَالَ : « مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ  r  ، كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعًا لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ ، فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ ، وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ ثُمَّ يَرْجِعُ  »  ([6])
قال النووي :   «  فيه بيان كريم خلقه  r    ورحمته للعيال والضعفاء . وفيه فضيلة رحمة العيال والأطفال وتقبيلهم  »  . ([7]


([1]) أخرجه البخاري في النكاح برقم 4794 [ البخاري ( 5/1955) ]
([2]) أخرجه ابن ماجة برقم 2013 [ السنن ( 1/648) ]؛والحاكم برقم 7331 ، وقال : صحيح الإسناد [ المستدرك ( 4/191) ]
([3])أخرجه البخاري في الأدب برقم  5651  [ البخاري ( 5/2235) ]
([4])  أخرجه البخاري في الأدب برقم 5652 [ البخاري (5/2235) ]
([5])  فتح الباري ( 10/430)
([6]) أخرجه مسلم في الفضائل برقم 2316  [ صحيح مسلم ( 4/1808) ]
([7]) النووي : شرح مسلم ( 15/76)  

ليست هناك تعليقات: