تعريف ثقافة السلام في الإسلام .

 أمكن تعريف ثقافة السلام في الإسلام بأنها : « معرفة عملية مكتسبة تنطوي على جانب معياري مستمد من شريعة الإسلام ومؤسس على عقيدته ، وتتجلى في سلوك الإنساني الواعي  في تعامله في الحياة الاجتماعية مع الوجود على نحو مجمل يشمل المنطلقات والأسس والمبادئ  والوسائل الكفيلة بتغليب حالة السلم  على الحرب والوسائل السلمية على الوسائل العنيفة . »  

هذا تعريف ثقافة السلام وفق المنظور الإسلامي ، ويتضح فيه أن الجانب المعياري لها عند المسلمين مستمد من تعاليم الرسالة ( عقيدة أو شريعة ) ؛ وهذا يضفي على ثقافة السلام الجانب الإلزامي ، بمعنى أن التزامها له تعلق بفلاح العبد أو خسارته في الدنيا والآخرة ؛ كذلك تعلقها بالعقيدة يربطها مباشرة بالضمير الخلقي أو الحارس الإيماني الذي يكفل التفاعل معها ومراعاتها وتجسيدها في أرض الواقع ، وهو ما تفتقده ثقافة السلام عند غير المسلمين ؛ إضافة إلى أن التعلق العقدي لثقافة السلام في الإسلام يبرز في أهم خصيصة من خصائص تلك الثقافة عند المسلمين ، وهي صفة الربانية ، ويتفرع على هذه الصفة عدة خصائص منها : التكامل والتوازن والوسطية والمثالية الممزوجة بالواقعية ، والثبات ، والشمول والإيجابية ، فهذه الخصائص كلها والتي تتميز بها ثقافة السلام في الإسلام تتفرع على تعلق تلك الثقافة بالعقيدة ، ويندر تحقيق مثل هذه الخصائص بمجموعها في غير الثقافة الإسلامية كما سيتضح في الأبواب التفصيلية .