السبت، 9 يونيو 2012

المرأة والرجل في ميزان الرسالة المحمدية ( مفهوم المساواة )


المرأة شقيقة الرجل في الإنسانية ووظيفة الحياة :
بين القرآن أن المرأة والرجل مردهما أصل واحد ، وخلقا من نفس واحدة ؛ لذا لا يجوز التفاضل بين الجنس الواحد يقول سبحانه وتعالى : } يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا { ([1])
 وقد أكد النبي r على ذلك المعنى بقوله : « النساء شقائق  الرجال »  ([2]) ووفق هذا الأصل العام  كان الخطاب التشريعي موجه للرجال والنساء على قدم المساواة دون تفريق بدءاً من الكرامة الإنسانية إلى تقرير المسؤولية الجنائية يقول سبحانه وتعالى : } وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا { ([3]) } الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ  { ([4]
وبالنظر إلى كل النصوص التشريعية أو التكليفية نجد أنها لا تميز بين الرجل والمرأة في شيء ، إلا في حالات نادرة كان الخطاب يوجه للنساء لرعاية أحكام تخصهن بحكم وظيفتهن في الحياة ، وهي نصوص محدودة تتعلق بالعدة والحجاب و جانب محدود في التكليف تضمن تخفيفاً على المرأة بحكم فطرتها منها أحكام الحيض أو الجهاد أو وجوب الجمعة عليها ..
 أما باقي النصوص فلم تفرق بين الرجل والمرأة بشيء ،  لا في المسئولية ، ولا في المحاسبة والجزاء ، ولا في التكليف .
وهذا النهج التشريعي قائم على أساس المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة إلا في حدود ضيقة كان التفريق بين الرجل والمرأة خاضعاً للاختلاف الفطري بينهما .


([1]) النساء : الآية 1
([2]) أخرجه الترمذي برقم 113 [ السنن ( 1/189) ؛ وأبو عوانة برقم 832 [ مسند أبو عوانة ( 1/244) ] ؛ قال الهيثمي : رواه أحمد وهو في الصحيح ، وفي سند أحمد إنقطاع [ مجمع الزوائد ( 1/268) ]
([3]) النساء : الآية 124
([4]) النور : من الآية 2 

ليست هناك تعليقات: