السبت، 9 يونيو 2012

نبي الرحمة ورسالته في عيون الغير ( شهادات منصفة )


نبي الرحمة ورسالته في عيون الغير
لو نظرنا بإمعان في التاريخ وتصفحنا سِيَر العظماء الذين شاد بذكرهم التاريخ لوجدنا أن محمداً هو الأعظم حظاً والأرفع ذكراً والأكثر أثراً ، جاء على فترة من الرسل في مرحلة تعتبر من أحط مراحل التاريخ البشري ، وبدأ رسالته بين العرب الذين ألفوا تقاليد آبائهم وتميزوا بالحمية والإباء وانغلاق الفكر على مورثاتهم ، فاستطاع أن يخلعهم مما هم فيه من ضلالات ووثنية وسوء أخلاق يضرب بها المثل  ليصبحوا أمة حضارية بكل مقاييس الحضارة ومنارة للعلم والعرفان والفضيلة باعتراف العدو والصديق ، وما زال نور الرسالة التي جاء بها محمد r  يشرق على الأرض جيلاً بعد جيل ، واستطاع محمد r    بشخصيته الكاملة والمؤيدة من السماء أن يلقي على أهل جيله احتراماً وهيبة لشخصيته ورغبه فيه وحرصاً على محاكاته ، وتقديمه على أنفسهم ، وحبب إليهم طاعته ، وعزز في نفوسهم أساساً جديداً لتقبل عقيدته وآرائه ، ولم يعهد عبر صفحات التاريخ أن أحداً من المصلحين استطاع أن ينشئ جيلاً كالذي أخرجه محمد للبشرية ،  ولم يقتصر الأثر على جيله ، بل امتد عبر الأجيال إلى يومنا هذا ، وما زالت تعاليمه تلقى الصدارة في ميزان الحكمة والعلم والتجربة ، والتشريع والاقتصاد والسياسة ، تعاليم أحاطت بكل حكمة باهرة واحتوت على كل خصلة حميدة ، وكفلت انتظام حياة البشر وصلاح أحوالهم وطهارة نفوسهم ، وحسن أخلاقهم ، تعاليم أرست العدل وحققت الاعتدال ، وأسست اليسر ودفعت الحرج ، وحررت النفس وسمت بالفكر ...تعاليم توجت بالرحمة وكللت بالرأفة  .
وكل باحث منصف ينظر لرسالة محمد r    سيعلم علم اليقين أنه لم تعرف البشرية ولن تعرف بشراً مثل محمد r   ، ولئن سمعنا بعض الانتقادات أو الاتهامات هنا أو هناك لمحمد r    ( المثل البشري الكامل ) فلنعلم أنها صدرت عن جهل وتعجل ، أو عن ظلم وبغضاء غير مبررة أو إتباع هوى  .
و الشاهد على ذلك أن صفحات التاريخ تزخر بشهادات كثير من عقلاء البشرية ممن اطلعوا عن قرب على حياة محمد r    ورسالته وأعجبوا بها ، فسطروا شهاداتهم بكلمات من نور مع اختلافهم مع محمد r في الدين والنحلة ، بل بعضهم قدم محمداً r  على النبي الذي يتبع دينه ، من هؤلاء : مايكل هارت في كتابه ( العظماء مائة وأعظمهم محمد ) ، ويقول عن سبب اختياره لمحمد وكونه الأعظم : « إن اختياري لمحمد ليقود قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية قد يدهش بعض القراء ، وقد يعترض عليه البعض .. ولكنه – أي محمد – الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً في كل من المستوى الديني والدنيوي . » ([1]) ، وبالمقابل وضع مايكل هارت عيسى r   الذي يتبع دينه في المرتبة الثالثة ، واعتبر جيمس ماسيرمان اليهودي بطله الأول محمد r    أما موسى r    فقد وضعه في المرتبة الثانية ، وكذلك رأى وليم ماكنيل أن محمداً يستحق شرف وضعه في أول ثلاثة أسماء في قائمته ، وجيمس جافين النصراني قدم محمداً r على عيسى r في قائمته . ([2])  ويقول عنه توماس  كارليل : « رجل واحد مقابل جميع الرجال . » ([3])  أما لامارتين الفيلسوف الفرنسي الكبير ، فقد قال عن محمد r بعد ذكره لكثير من خصاله  : « فأي رجل قيس بجميع هذه المقاييس التي وضعت لوزن العظمة الإنسانية كان أعظم من محمد  ، وأي إنسان صعد هذه المراقي كلها كان عظيماً في جميعها غير هذا الرجل  . » ([4])        
هذه بعض الشهادات العامة من غير المسلمين التي تبرز صدارة محمد r  بالنسبة لغيره من البشر ، وقد ذكرت غيرها الكثير في ثنايا الكتاب ، وأضيف إليها بعض الشهادات التفصيلية التي توضح معالم شخصية النبي في نظر الغير ومدى الخدمة الإنسانية التي قدمها للبشرية :
أولاً : عظمة شخصية محمد وسمو أخلاقه  :
1-     يقول كلود أتيان سافاري في مقدمة ترجمته للقرآن : « أسس محمد ( r ) ديانة عالمية تقوم على عقيدة بسيطة لا تتضمن إلا ما يقره العقل من إيمان بالإله الواحد الذي يكافئ على الفضيلة ، ويعاقب على الرذيلة ، فالغربي المتنور إن لم يعترف بنبوته ، لا يستطيع إلا أن يعتبره من أعظم الرجال الذين ظهروا في التاريخ . » ([5])
2-     يقول ول ديورانت : « إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا أن محمداً ( r ) كان من أعظم عظماء التاريخ ، فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء ، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله . » ([6])
3-     يقول وينس سور الأستاذ بجامعة لندن في أول كتابه تاريخ الأديان : « إن محمداً رسول الإسلام يكاد يكون هو الوحيد الذي نعرفه عن طريق التاريخ من بين عظماء مؤسسي الأديان ؛ إذ أن الخرافات لم تستطع أن تخيفه ،وأن ديـن مـواطنيه إبـان ظهوره كان قد هوى إلى أدنى الدركات . » ([7]
4-     يقول جوستاف لوبون : « إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم ، كان محمد ( r ) من أعظم من عرفهم التاريخ ، وأخذ علماء الغرب ينصفون محمداً ( r ) مع أن التعصب الديني أعمى بصائر كثيرين من الاعتراف بفضله ، قال العلامة بارتملي سنت هيلر : كان محمد أكثر عرب زمانه ذكاءً وأشدهم تديناً وأعظمهم رأفة ، ونال سلطانه الكبير بفضل تفوقه عليهم ، ويعد دينه الذي دعا الناس إلى اعتقاده من جزيل النعم على الشعوب التي اعتنقته . » ([8])
5-     يقول الأستاذ الجامعي السويسري  مارسيل بوازار : « لقد أظهرت الرسالة القرآنية وتعاليم محمد r  أنها تقدمية بشكل جوهري .. وهذه الخصائص المميزة تفسر الإسلام السريع والمذهل خلال القرون الأولى من تاريخه . » ([9]
6-     يقول الكاتب الروسي الكبير تولستوي : «  لا ريب أن هذا النبي من كبار الرجال المصلحين الذين خدموا الهيئة الإجتماعية خدمة جليلة ، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق ، وجعلها تجنح للسلام وتكف عن سفك الدماء ، وتقديم الضحايا ويكفيه فخراً أنه فتح طريق الرقي والتقدم ، وهذا عمل عظيم لا يفوز به إلا شخص ذو قوة وحكمة وعلم ، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإجلال . » ([10]
7-     يقول الباحث الشرقي روديارد كيبلينج : « الشرق شرق ،  والغرب غرب ، لن يلتقي الاثنان أبداً ، إن كل الذين لم يعمهم التحيز سوف يلتقون في الدفاع عن محمد r  . » ([11]
8-     يقول جورج برنارد شو في كتابه ( الإسلام الصادق ) : « إن العالم أحـوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد (r ) ، هذا النبي الذي وضع دينه موضع الاحترام ، إنه الرجل الفذ العظيم ، لقد عكفت على دراسة كل تفاصيل سيرته ، وهو من وجهة نظري غير معاد وغير معارض للمسيح عليه السلام ، ومن الواجب أن يطلق عليه منقذ البشرية . »([12]
9-     يقول السير وليم سوبر في كتابه سيرة محمد : « لقد امتاز محمد ( r ) بوضوح كلامه ويسر دينه ، ولقد أتى من الأعمال ما أدهش الألباب ، ولم يشهد التاريخ مصلحاً أيقظ النفوس ، و أحيا الأخلاق الحسنة ، ورفع شأن الفضيلة في زمن قصـير كما فعل محمد ( r ) . » ([13])  
10-   يقول الفيلسوف فنلي في كتابه ( اليونان تحت حكم الرومان ) : « إن نجاح محمد رسول الإسلام كمشرع بين أقدم الأمم وأثبت البلدان قدماً في القانون ( اليونان ) مدى أجيال طويلة في شتى نواحي الهيكل الاجتماعي دليل على أن هـذا الرجل الخارق قد كون من مزيج من كفايات ممتازة . »  ([14]
11-   يقول المبشر المسيحي بوسوروث سميث في كتابه محمد والإسلام صفحة ( 92 ) عن عظمة الشخصية التي تميز بها محمد : « لقد كان القيصر والبابا في شخص واحد ، لكنه كان بابا بدون خيلاء البابوات ، والقيصر بدون حشود القياصرة ، بدون جيش متأهب ، بدون حاشية ، بدون قلعة ، بدون دخل ثابت ، لو أن إنساناً كان له الحق أن يدعي أنه حكم بالحق الإلهي فهو محمد – r  - فقد كان يملك كل السلطات بدون أدواتها وبدون ما يدعمها . » ([15])  
ثانياً : عظمة رسالة محمد والأثر الذي أحدثته في العالم :
1-     يقول الكاتب الإنجليزي الكبير لويل توماس : « قبل أن يكتشف كريستوف كولمبس أمريكيا بألف سنة ، أبصرت عينا القرشي محمد بن عبد الله النور في مكة ، فكأن الله اختار هذا الطفل ليقلب تاريخ العالم .. وسرعان ما شعر بأن قومه الذين يعبدون الأوثان كانوا على ضلال يتمسكون بدين منبعث من الأوهام والأساطير ، فبعث بدين متسامح رضي أن يقبله كل إنسان بدون مشقة ، وقد علم أصحابه حب آدم وإيراهيم وموسى وعيسى واعتبارهم أنبياء مرسلين ، ولكن هؤلاء لا يعتبرون بمنزلة محمد – r  - بل هم أقل منه بدرجات ؛ لأن محمداً – r  - هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، ودينه دين الله العام على عالم البشرية كله .. لقد كان محمد – r  - العربي القرشي النبي الهاشمي أول من وحد قبائل العرب المتنافرة في تلك الجزيرة ، وأول من ألف بين قلوب شعوبها المتقاتلة وجمع كلماتها تحت راية واحدة . » ([16])
2-     يقول جوستاف لوبون : « الإسلام من أكثر الديانات ملاءمة لاكتشافات العلم ، ومن أعظمها تهذيباً للنفوس وحملاً على العدل والإحسان والبدهية . » ([17])   
3-     يقول المؤرخ الأوروبي جيمس متشنر : « إن محمداً رسول الإسلام – r  - هذا الرجل الملهم الذي أقام الدين الإسلامي ولد حوالي سنة 571 م في قبيلة عربية كانت تعبد الأصنام وكان محباً للفقراء والأرامل واليتامى والأرقاء المستضعفين ، وقد احدث محمد – r  - بشخصيته الخارقة للعادة ثورة في شبه الجزيرة العربية ، وفي الشرق كله ، فقد حطم الأصنام وأقام ديناً خالداً يدعوا إلى الإيمان بالله وحده ، كما رفع عن المرأة قيد العبودية التي فرضتها عليها تقاليد الصحراء . » ([18])    
ثالثاً  : مصداقية محمد r  و الكتاب الذي أنزل عليه    :
القرآن الكريم هو الكتاب المعجزة الذي أكرم الله به محمد ليواجه ويتحدى به الكفر في زمانه إلى قيام الساعة ، وقد قام التحدي به منذ اللحظة الأولى به لنزوله ، ولم يستطع أساطين البلاغة والفصاحة في الأرض أن يأتوا بآية من مثله ، بل كانت تخرج من أكثر الناس حقداً على محمد r  كلمات منصفة تبرز  عظمة الكتاب منها ما حصل من حوار بين أهل قريش والوليد حال تحيرهم في وصف حقيقة القرآن ، وضرورة إجماع الرأي فيه وكانوا كلما ذكروا مطعناً فيه ( شعر –كهانة – جنون )  ردهم الوليد مبيناً سخافة رأيهم  وعدم تناسبه كلياً مع حقيقة ما يسمعوه وأن القرآن ليس من جنس ما يدعون ، ثم بين رأيه فيما سمعه من القرآن بقوله  : « والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لعذق – النخلة – وما أنتم بقائلين من هذا شيئاً إلا عرف أنه باطل . » ([19])  هذه كلمات خرجت من شانئ لمحمد ومحارب لرسالته ، وهي تبرز كيف خلب القرآن قلوب أهل الفصاحة وعلموا علم اليقين أنه لا يمكن أن يصدر عن بشر ، بل تذكر كتب السير والتفسير أن أكثر الناس عداوة للنبي r كأبي جهل وأبي سفيان كانوا يتلصصون ليلاً قرب بيت النبي ليستمعوا للقرآن الذي أخذ عقولهم .
وهذا عدو آخر لمحمد – النضر بن الحارث – يواجه قومه في لحظة صدق قائلاً : « يا معشر قريش ! والله لقد نزل بكم أمر ما أوتيتم له بحيلة بعد ، قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً أرضاكم فيكم ، وأصدقكم حديثاً وأعظمكم  أمانة حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر ، لا والله ما هو بساحر ، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ، وقلتم كاهن ، لا والله ما هو بكاهن ، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم  ، وقلتم شاعر ، لا والله ما هو بشاعر ، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها : هزجه ورجزه ، وقلتم مجنون ، لا والله ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ، ولا تخليطه ، يا معشر قريش ! فانظروا في شأنكم ، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم . » ([20])      .   
هذه بعض شهادات ألد أعداء محمد r  ، وهم أعلم الناس بصنعة الكلام والبلاغة واللغة ،  وهي تبرز جلياً مدى الأثر الذي أحدثه القرآن في نفوسهم ودرجة التحدي التي واجههم بها .
ولم يخل عصر من شهادات منصفة لمحمد r  ورسالته وكتابه خاصة عند تحكيم العقل والعلم في رسالة محمد يقول الكونت هنري دي كاستري الفرنسي في كتابه : الإسلام تأثرات ومباحث : « .. أما مسألة الوحي بالقرآن ، فكيف يتأتى أن تصدر تلك الصور والآيات عن رجل أمي يعجز فكر بني الإنسان الإتيان بمثلها لفظاً ومعنى .. ولقد فاضت عين النجاشي إمبراطور الحبشة المسيحي بالدموع حينما تلا عليه جعفر بن أبي طالب سورة مريم ، وما جاء في ولادة يحيى ، وصاح القس عند النجاشي : إن هذا الكلام وارد من موارد كلام عيسى r  – الإنجيل - ..ولقد أصاب جان جاك روسو حيث قال : من الناس الأوروبيين من يتعلم العربية ثم يقرأ القرآن ويضحك منه . ولو أنه سمع محمداً يمليه على الناس بتلك اللغة الفصحى ، وبصوته المشع المقنع الذي يطرب الآذان ويؤثر في القلوب التفت إلى أن القرآن كلما بدت أحكامه أيدها محمد r بقوة البيان وما أوتي من بلاغة اللسان لخر ساجداً على الأرض وناداه قائلاً : أيها النبي رسول الله : خذ بيدنا إلى موقف الشرف والفخار فنحن من أجلك نود الموت أو الانتصار . » ([21]
ويقول روم لاندو في كتابه الإسلام والعرب : « إن الإخلاص الذي تكشف به محمد في أداء رسالته ، وما كان لأتباعه وأصحابه من إيمان كامل بما أنزل عليه من وحي واختبار الأجيال ، كل ذلك يجعل من غير المعقول اتهام محمد r    بأي ضرب من الخداع والتلفيق ، فلم يعرف التاريخ أي تلفيق ديني متعمد حتى يكون صاحبه عبقرياً في الدجل استطاع أن يعمر طويلاً ، وان الدين الإسلامي لم يعمر حتى الآن ما ينيف على ألف وأربعمائة سنة فحسب ، بل إنه لا يزال يكسب كل يوم أتباعاً جدداً . » ([22])
ويقول توماس كارليل في كتابه الأبطال وعبادة الأبطال ، بعدما برهن على مصداقية الرسالة : «  .. إننا يجب علينا أن نتخلى عن هذه النظرية أو الرأي القائل بأن محمداً كان مدعي النبوة باعتبارها غير جديرة بالتصديق وغير محتملة أيضاً، وتستحق في المقام الأول أن ننبذها . » ([23]
وفي موطن آخر من كتابه يقول : « لقد أصبح من العار على كل فرد متمدن في هذا العصر أن يصغى إلى القول بأن دين الإسلام كذب ، وأن محمداً خداع ومزور ، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرجل مازالت السراج المنير مدى اثنا عشر قرنا لمئات الملايين من الناس أمثالنا . » ([24])     
ويقول لورد هدلي : « قد تحققت بعد طول البحث والاستقراء أن محمداً نبي الإسلام r   لم يكن مدعياً ولا دجالاً كما يدعيه خصومه ، ولكنه كان رسولاً نبياً جاء برسالة إلهية صادقة ، لا ريب فيها ، أوحى الله بها ، وكلفه بتأديتها فجاءت مخففة لصرامة أحكام التوراة ، ومكملة لكتاب المسيح عليه السلام .. » ([25]
ويقول أرنست رينان : « لقد دلتني تجربتي العلمية والتاريخية أن لا صحة لما أريد إلصاقه بالنبي محمد – r  - من كذب وافتراء كما أثبتت الوقائع التاريخية أنه كان بريئاً من روح الكبرياء متواضعاً صادقاً أميناً لا يحمل المقت لأحد ، كانت طباعه نبيلة وقلبه طاهراً ، وكان رقيق الشعور . » ([26])   
هذه بعض شهادات المنصفين لمحمد r وهي نزر قليل مما تعج به صفحات التاريخ من شهادات تشير إلى أن محمد r هو أعظم إنسان عرفته البشرية ، وخير منقذ لها ، وأبرز من غير معالم التاريخ البشري ، وكثير من هذه الشهادات تبرز أن كل هذا العطاء والإمكانات لا يمكن أن تبرز من بشر عادي ، بل من بشر مؤيد من السماء .  
د. محمد المبيض                                 كتابه نبي الرحمة 



([1])هارت : العظماء مائة أعظمهم محمد ( 13 )
([2]) نقلاً عن ديدات : الرسول الأعظم (50)   
([3]) المرجع السابق (15)
([4]) نقلاً عن عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 31 ) ؛ ديدات : الرسول الأعظم ( 143 )  
([5])  نقلاً عن مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية ( 1/24) 
([6]) ديورانت : قصة الحضارة ( 13/47)
([7]) نقلاً عن عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام (34)
([8]) لوبون : حضارة العرب ( 116)
([9]) نقلاً عن عبد الله : هذا هو الحبيب ( 15 )   
([10])  جريشة وغيره : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي ( 29)
([11])ديدات : الرسول الأعظم ( 100)
([12])عبد الله : هذا هو الحبيب ( 17) ؛ ديدات : الرسول الأعظم ( 57)  
([13]) عبد الله : هذا هو الحبيب ( 18)
([14])عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 18 )   
([15])نقلاً عن ديدات : الرسول الأعظم (113)
([16]) نقلاً  عن عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 14 وما بعدها  )  
([17]) لوبون : حضارة العرب ( 126)
([18]) نقلاً عن عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 10 )  
([19])الصلابي : السيرة النبوية ( 162)
([20])المباركفوري : الرحيق المختوم (61)    
([21]) انظر عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 28 وما بعدها )  
([22]) انظر عبد الله :  هذا هو الحبيب ، وأقوال المستشرقين فيه (17)
([23])انظر ديدات : الرسول الأعظم ( 78 )
([24]) انظر لجماعة من العلماء : مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية ( 1/24)
([25])انظر عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 36)  
([26]) انظر عبد الله : هذا هو الحبيب ( 18)  

ليست هناك تعليقات: