محبة محمد r ونصرته
إنصاف من الإنسانية
طبيعة البشر أنها دائماً ترنو إلى الكمال
وتطلبه ، وتنظر بعين الامتنان لكل من رامه ، أو بلغ فيه مبلغاً سامياً ، أو كان
داعية للفضيلة والأخلاق ، أو قدم خدمة جليلة للإنسانية ، أو حافظ على إنسانية
الإنسان وخصائصه ودواعي تكريمه خاصة في الحقبات التي تنحدر فيها البشرية من درجة
الإنسانية إلى درجة البهيمية ، ومن هذا
الوجه نرى الأمم تكرم عظمائها الذين تركوا بصمات واضحة في سبيل رقي البشرية ،
وتنظر بعين الامتنان والاحترام لعظماء غيرها من الأمم ممن ساهموا في إنقاذ البشرية
أو عززوا رقيها .
وفي سلم عظماء البشرية على مدار الإنسانية نجد
أن محمداً r كان الأوفى
حظاً والأكثر تأثيراً والأعظم درجة ، ومن تتبع سيرته وسيرة غيره من العظماء يجد
مدى التباين بينه وبين غيره ؛ بحيث لا نجانب الصواب إن قلنا أن محمداً r كان المثل
البشري الكامل على مدار الإنسانية ، وهذا الأمر لا نقوله جزافاً بل وقائع التاريخ
البشري أكبر شاهد على ذلك ، وكل منصف مذعن لهذه الحقيقة .
وبالنظر لسيرة النبي محمد r نجد أنه
لم يقدم خدماته فقط لأمته ، بل ساهم في رقي البشرية وتحويل مسارها إلى يوم القيامة
، وكثير من مظاهر الفضيلة والرقي التي تحياها كثير من الأمم المعاصرة كان للنبي r نصيب فيها
، وهذا أمر اقتضته طبيعة التلاقح بين الحضارات .
ومن هذا الوجه أقول : لا يعني الاختلاف مع محمد
r في الدين
الانتقاص من فضله ، أو الاستهانة بالخدمات الجليلة التي قدمها للإنسانية جمعاء ،
بل من دواعي الإنصاف الإنساني العالمي أن ينظر لهذه الشخصية بعين التكريم
والاحترام ، ولا يسمح لبعض العابثين من تشويه هذه الصورة العظيمة في تاريخ الإنسان
، بل الأصل أن ينظر لكل تشويه للشخصية المحمدية بمثابة مطعن في إنسانية الإنسان من
خلال الاستهانة بأعظم مثلها الكاملة ، أو تشويه أهم معالمها الإيجابية المشرقة .
محمد r شمس أشرقت
على الإنسانية ، وعم ببركتها الخير والنماء والرقي والحضارة ، ومن الظلم إنكار ذلك
أو غمط الخير الذي جاء به ، أو النور الذي خلفته وراءها .
ولئن كانت جريمة القتل تعد من أعظم الجرائم
المستقبحة في نظر الإنسانية جمعاء ، فليعلم أن محاولة تشويه صورة النبي محمد r هي بمثابة
قتل جماعي لحياة الملايين الذين يحيون بنور رسالته ،إن التعرض للنبي محمد r بأي شكل
من الإهانة هو بمثابة توجيه خنجر لقلب أمة بلغت خمس العالم ومحاولة لطمس أجمل صورة
عرفتها الإنسانية ، ونيل من البشرية بأكملها واستهانة بمثلها العليا وسلم الفضيلة
فيها ، فأي جريمة أعظم من ذلك على مدار التاريخ ؟؟؟؟؟؟؟
وهنا قد يتبادر تساؤل من أصحاب الديانات الأخرى
مفاده : لماذا انتصر لمحمد r وأنا أختلف معه في
الدين والنحلة ؟
نقول : نعم أنت تختلف معه في الدين والنحلة ،
ولكن لا تختلف عنه في الانتماء الإنساني ، ولا تختلف معه في حبك للفضيلة وبغضك
للرذيلة ، ولا تختلف معه في حبك للإنسانية وحرصك على رقيها ، فإذا علمت مدى الخدمة
الجليلة التي قدمها للإنسانية والتي يشهد بعظمتها التاريخ وعظماؤه ، وتعرفت على
حجم الفضيلة التي غرسها والرذيلة التي اجتثها علمت أن انتصارك لمحمد r هو انتصار
للفضيلة التي تحبها وحسر للرذيلة التي تبغضها ، وانتماء للإنسانية التي تحبها ،
وإنصاف للحقيقة التي تعشقها ، ومشاركة منك لآلاف من عظماء التاريخ الذين نظروا لمحمد
r بعين
الإنصاف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق