السبت، 9 يونيو 2012

من الإنصاف نصرة كل الإنسانية للنبي محمد عليه السلام


محبة محمد r ونصرته إنصاف من الإنسانية
طبيعة البشر أنها دائماً ترنو إلى الكمال وتطلبه ، وتنظر بعين الامتنان لكل من رامه ، أو بلغ فيه مبلغاً سامياً ، أو كان داعية للفضيلة والأخلاق ، أو قدم خدمة جليلة للإنسانية ، أو حافظ على إنسانية الإنسان وخصائصه ودواعي تكريمه خاصة في الحقبات التي تنحدر فيها البشرية من درجة الإنسانية إلى درجة البهيمية ،  ومن هذا الوجه نرى الأمم تكرم عظمائها الذين تركوا بصمات واضحة في سبيل رقي البشرية ، وتنظر بعين الامتنان والاحترام لعظماء غيرها من الأمم ممن ساهموا في إنقاذ البشرية أو عززوا رقيها .
وفي سلم عظماء البشرية على مدار الإنسانية نجد أن محمداً r كان الأوفى حظاً والأكثر تأثيراً والأعظم درجة ، ومن تتبع سيرته وسيرة غيره من العظماء يجد مدى التباين بينه وبين غيره ؛ بحيث لا نجانب الصواب إن قلنا أن محمداً r كان المثل البشري الكامل على مدار الإنسانية ، وهذا الأمر لا نقوله جزافاً بل وقائع التاريخ البشري أكبر شاهد على ذلك ، وكل منصف مذعن لهذه الحقيقة .
وبالنظر لسيرة النبي محمد r نجد أنه لم يقدم خدماته فقط لأمته ، بل ساهم في رقي البشرية وتحويل مسارها إلى يوم القيامة ، وكثير من مظاهر الفضيلة والرقي التي تحياها كثير من الأمم المعاصرة كان للنبي r نصيب فيها ، وهذا أمر اقتضته طبيعة التلاقح بين الحضارات .
ومن هذا الوجه أقول : لا يعني الاختلاف مع محمد r في الدين الانتقاص من فضله ، أو الاستهانة بالخدمات الجليلة التي قدمها للإنسانية جمعاء ، بل من دواعي الإنصاف الإنساني العالمي أن ينظر لهذه الشخصية بعين التكريم والاحترام ، ولا يسمح لبعض العابثين من تشويه هذه الصورة العظيمة في تاريخ الإنسان ، بل الأصل أن ينظر لكل تشويه للشخصية المحمدية بمثابة مطعن في إنسانية الإنسان من خلال الاستهانة بأعظم مثلها الكاملة ، أو تشويه أهم معالمها الإيجابية المشرقة .
محمد r شمس أشرقت على الإنسانية ، وعم ببركتها الخير والنماء والرقي والحضارة ، ومن الظلم إنكار ذلك أو غمط الخير الذي جاء به ، أو النور الذي خلفته وراءها .
ولئن كانت جريمة القتل تعد من أعظم الجرائم المستقبحة في نظر الإنسانية جمعاء ، فليعلم أن محاولة تشويه صورة النبي محمد r هي بمثابة قتل جماعي لحياة الملايين الذين يحيون بنور رسالته ،إن التعرض للنبي محمد r بأي شكل من الإهانة هو بمثابة توجيه خنجر لقلب أمة بلغت خمس العالم ومحاولة لطمس أجمل صورة عرفتها الإنسانية ، ونيل من البشرية بأكملها واستهانة بمثلها العليا وسلم الفضيلة فيها ، فأي جريمة أعظم من ذلك على مدار التاريخ ؟؟؟؟؟؟؟
وهنا قد يتبادر تساؤل من أصحاب الديانات الأخرى مفاده : لماذا انتصر لمحمد r وأنا أختلف معه في الدين والنحلة ؟
نقول : نعم أنت تختلف معه في الدين والنحلة ، ولكن لا تختلف عنه في الانتماء الإنساني ، ولا تختلف معه في حبك للفضيلة وبغضك للرذيلة ، ولا تختلف معه في حبك للإنسانية وحرصك على رقيها ، فإذا علمت مدى الخدمة الجليلة التي قدمها للإنسانية والتي يشهد بعظمتها التاريخ وعظماؤه ، وتعرفت على حجم الفضيلة التي غرسها والرذيلة التي اجتثها علمت أن انتصارك لمحمد r هو انتصار للفضيلة التي تحبها وحسر للرذيلة التي تبغضها ، وانتماء للإنسانية التي تحبها ، وإنصاف للحقيقة التي تعشقها ، ومشاركة منك لآلاف من عظماء التاريخ الذين نظروا لمحمد r بعين الإنصاف . 

ليست هناك تعليقات: